مقدمه المترجم
جاء في «لسان العرب؛ أن عبقر موضع بالبادية
كثير الجن. يقال في المثل: كآنهم عبقر. وقال ابن
وأصله أن عبقر بلد يوشى البسط وغيرها؛ فنسب
كل شيء جيد إلى عبقر. وعبقري القوم: سيدهم؛
من الحيوان والجوهر. والمرأة العبقرية هي المرأة
وعبقر السراب: أي تلألاً. ويقول: كذب عبقري
اخالص لا يشوبه صدق. ويعدد ابن متنظور
استخدامات ومواضع استخدم فيها المصطلح في
من التفوق والبروز-
وفي التراث الغربي هناك ما يشير إلى أن أصل
مصطلح العبقرية يعود إلى كلمةت من الأصل
اللاتيتي :ه60 وهي تشير إلى الروح أو القوة
الإلهية التي تحفظ الآأسران من المهد إلى اللحد:
كما قد تشير إلى الروج الذكزي المهيمن على بيت
معين لأسرا وتوجد بشكل خاص في «رأس
المقدس أو الروحي من كل فرد . والكلمة الإنجليزية
العبقريه والإبداع والقيادة
68 «بشوش» أو لطيف «أو أنيس» لها نفس الجذرء ويعتقد أن الروح يتم
إشارات أيضا إلى أن أصل الكلمة ترك مع كلمة «جن» 01#ه0؛ حيث كان يتم
الربط بين العبقرية وبين «الجن» وبين «الجنون؛ أيضاء
وفي التراث السيكولوجي الحديث هناك تعريفات عديدة خاصة
والإنجازات العقلية الفائقة وغير العادية. . والعبقرية في ضوء هذه التعريفات.
هي محصلة لتفاعل خاص بين القدرات التي تنتمي إلى المستويات العليا
بالإبداع والخيال.
ن كيث سايمنتن, مؤلف الكتاب, أن مصطلح العبقرية هو مصطلح
ويرى هذا لمؤلف أن تمريف المبقرية من خلال الشهرة أو النبوغء لا
يمثلان في تظره المظهرين الأساسيين للمبقرية عبر التاريخ
سيصبح الإبداع شكلا من أشكال اله
وضع ان مسطلع المبشرية كثيرا ما ينتخدم بامعباره رارقا سطع
الموهبة «-ةه000, فإن المبقرية تتضمن دلالات ومماني خاضة بالندرة
الاستكتائية وكتلك الإنجاز العقلي المبكر . أما الموهبة, خاصة عندما تستخدم
في سياقات أكاد: إن تحديدها لا يكون بنفس الصرامة. ومع
بين الموهبة والإبداع باعتبار أن الموهبة تتملق بنشاطات الأطفال, أما الإبداع
مقدمه المترجم
فيتعلق أكثر بنشاطات الكبار, ومن ثم لا تقتصرصفة الإنجاز العقلي المبكر
على مفهوم العبقرية فقط بل تمتد لتشمل مفهوم الموهبة أيضا. ويمرف
بعض الباحثين.مثل ألبرت »تله .8 8 العبقرية تعريفا يقوم على أساس
الإنتاج, فيقول إن العبقري هو شخص يقوم بالإنتاج عبر مدى طويل من
الزمن لعدد كبير من الأعمال التي يكون لها تأثيرها الواضح والكبير على
الآخرين لسنوات عديدة.
يقدم لنا سايمنتن هناء دراسة خاصة حول الأشخاص غير العاديين:
إن النظرة المتزامتة التي تنظر إلى الإبداع والقيادة مماء هي أمر غير
مألوف. وتظهر هذه المقارنة أنه عندما يوجد المبدعون والقادة عند المستوى
الأعلى الذي هو مستوى العبقرية؛ فإنه توجد أشياء كثيرة متشابهة بينهم؛
فمثلا: ما هي الأسباب التي جعلتهم يحتفون هذه المنزلة المتفوقة على
سواهم من البشر؟ هل هي الخلفية الأسرية الخ
يعتقد سايمنتن أنه إذا قمنا بإخضاع حياة النوابغ من الأفراد للتحليل
العلمي. فإننا سنتمكن من اكتشاف القوانين العامة للتاريخ والسلوك
الاجتماعي. ومن أجل إنجاز هذا العمل. قام هذا المؤلف بتعريف مجال
يسمى «القياس التاريخ». وقد بدأ بشرح الأسلوب: اختيار وحدات التحليل»
سواء أكانت من الفلاسفة أو الأفراد أو من المعارك الحربية التاريخية. أو
كانت لحنا موسيقيا كلاسيكيا . ثم تحديد المتفيرات الحاسمة في التحليز
وحسابها؛ ثم القيام بعد ذلك بحساب العلاقات السببية الأكثر احتمالا من
خلال تحليلات إحصائية متقدمة.
البارزون من الأطفال الأكبر آم من الأطفال الأوسط آم الأصفر داخل الأسرقة
وهل يصل العلماء إلى ذروة الإبداع قبل الفنانين أو المفكرين الآخرين في
المجالات الإبداعية الأخرى؟ هل يعكس المفكرون الأكثر شهرة أفكار أزمنتهم
وقد قام سايمنتن بمحاولة لإحداث التكامل بين النتائج التي تصل في
بعدها إلى أكثر من قرن من الزمان. والتي تعود في مصادرها إلى مجالات
علم النفس والفلسفة وعلم الاجتماع والأتثروبولوجيا والموسيقى والعلوم
السياسية والتاريخ والعلوم ١ وغيرها . وقام خلال ذلك بالتركيز على
الموضوعات الخاصة بالخلفية الأسرية للمبدعين والقادة بين مستوى العبا
الخاصة بالشخصية والإنتاجية الإبداعية. والاستطيقاء والكارزماء وروح
المؤلف قادرة على استثارة اهتمام أي فرد لديه بعض الفضول أو حب
الاستطلاع الخاص بمعرفة كيفية انبثاق العبقرية وكيفية بروزها ساطعة
عبر مسار التاريخ.
ظلت فكرة تطبيق الأساليب العلمية في البحث
بالسيرء من أجل اكتشاف الكيفية التي أثرمن
اخلالها بعض المبدغين والقادة هذا التأثير الكبير
ما يقرب من مقدين من السان. خلال المشوات
العشر الأخيرة أخدذ هذا الاهتمام شكلا واضحا
خاصا بالقيام بالبحث عن قوانين المبقرية
باستخدام أساليب القياس التاريخي. وقد كنت على
وعي أيضا بالجهود المماثلة التي قام بها عديدون
من السابقين والمماصرين لي. وقد أثمرثت هنه
المشروعات العلمية إلى درجة تجمل من المناسب
الآن القيام بتجميع كل هذه الاكتشافات في كتاب
واحد . فالدراسات العلمية لعباقرة التاريخ مبعثرة
في الدوريات العلمية الخاصة بعدد من الفروع
و اول ما وصل إليه البحث في قوانين
القياس التاريخي للإبداع والقيادة. يشكل نوعا من
التحدي لمن يتصدى لكتابته. ذلك أن معرفة القراء
بالأمور الفنية الملتخصصة تتفاوت بشدة. كما أن
العديد من النتائج الأمبيريقية المتكورة هنا تقوم
على أساس إجراءات رياضية مفصلة. قد لا تكون
العبقريه والإبداع والقيادة
اللنين يصلان
متناول كل من يشاركني فضولي حول الإبداع وا
المتخصصة قدر الإمكان؛ ثم التعامل مع بعض القضايا الثقنية أو الفنية في
ملاحق الكتاب.
لا بد من الاعتراف بأن الفضل يرجع إلى العديد ممن زودوني بالمساعدة
. وقامت سوزان كولتسكي بقراءة
عن كوني قادرا على جمل أطروحتي للدكتوراه نموذجا للطريقة
أتمنى أن أقضي ف البسثي:»
وقدم آخرون الدعم الإيجابي الذي قادني إلى الاعتقاد بآنتي على طريق
الصواب. والأسماء التي يجب أن تذكر أكثر من أن استطيع ذكرها جميماء
يوئيل قدمت لي المساندة العاطفية خلال المراحل المبكرة من انشغالي بالعمل»
كان لودفيج فان بيتهوفن هو أهم من اعتمدت عليه للحصول على المقاطع
الموسيقية البطيئة عندما كان الفشل يلوح في الأفق وعلى المقاطع الموسيقية
الدراسة العلمية لعباقرنة
كتب توماس كارلايل في مقاله «عن الأبطال
وعبادتهم. والبطولة في التاريخ» (1841 م)ء »إن تاريخ
العالم ليس إلا سيرة الرجال العظماء». وقد ردد
بالمعنى الدقيق للكلمة, هناك فقط سير شخصية؛
كذلك تظهر فكرة التاريخ باعتباره سيرة شخصية
في أعمال المؤرخين المعاصرين المشهورين. ففي
العمل الكبير «قصة الحضارة)0 5:00 108
الرابع عشره و«عصر فولتيره و «روسو والثورة؛
التاريخية البارزة تصوغ التاريخ بإحدى
طريقتين رئيسيتين: فمن ناحية هناك المبدعون»
سواء أكانوا علماء أو فلاسفة أو كتابا أو مؤلفين
العبقريه والإبداع والقيادة
حصز له من الرجال والنساء وأحاسيسهم. أما من الناحية الأخرى فإن
أو تعبيرهم عن عواطفهم . فالقادة الذين هم من وزن هتلر وستالين وفرانكلين
التاريخ. وهؤلاء المبدعون والقادة هم من تصبح سيرهم بمثابة كتب للتاريخ.
بها العديد من العلماء الاجتماعيين. أن هؤلاء الأضراد البارزين, من المبدعين
والقادة على حد سواء» يشتركون في امتلاكهم لخاصية المبقرية. ويرجع
كانت الأمثلة التي طرحها حول العبقرية تتضمن قادة مثل: دوق ولنقةن
كاترين كوكسن بعد ذلك بأكثر من نصف قرن باقتفاء آثر غاا
:ه60 وذلك عام 924ام. وقد اشتملت عينة عباقرة التاريخ في دراستها-
الشامل المفرد آلا وهو العبقري. وطريقة التعرف على المبقرية في شخصية
على الأجيال المعاصرة أو التالية لها (4108,1975)؛ ولا بد في الغالب أن
الشهرة قد اكتسبم من خلا تقديم هنذا المبقري لإسهامات تبقى على
الزمن في نواحي النشاط الثقافية أو السياسية, أي أن المبقزية تعرف
بالإنجاز. ومع ذلك فإنه لا يتوجب على المرشح للقب العبقري أن يكون
«محقاء أو «طيباء. فجنكيز خان وأدولف هظر, مثلا يمكن أن يدعيا عبقريين
اشمئزاز من الناحية الأخلاقية. كذلك لا يهم ما كان عليه أفلاطون أو
أرسظو من خطأً فيما يتعلق ببعض القضايا الفلسفية أو العلمية. إذ يكفي
أكثر من ألفي عام .ذلك أن المبقرية تقاس من خلال مقدار التأثير الذي
التأثير أو صدقه. وعندما يسلك أحدهم في عداد العباقرة فإنه قد يحظى
بالتمجيد أو يستنزل اللعنات. لكن المهم هو آلا يتعرض للإهمال التام»
على أن تعريف العبقرية من خلال الشهرة أو النبوغ, لا يقدم أي تمييز
عميق ما بين الإبداع و١ المبدعون البارزون والقادة النابهون لا ب
أكثر من المظهرين الأساسيين للعبقرية في التاريخ. وبمعنى ماء فإننا عندما
تضع أشهر المبدعين وأشهر القادة تحت الفحص, فإن ذلك الفرق بين
الإبداع والقيادة يختفي. لأن الإبداع يصبح شكلا من أشكال القيادة. وعلماء
علم النفس الاجتماعي الذين درسوا القيادة في ظروف المختبر والحياة
الأعضاء الآخرين.
وانطباق مثل هذا التعريف على القادة المشهورين في الماضي أمر واضع+
فلم يسيطر أي شخص على تاريخ الشعب الألماني ما بين عام 1933 وعام
التعريف. يمكن اعتباره شكلا خاصا من أشكال القيادة. فالمبدعونهم قادة
فيون. وقد كان لأفكار ألبرت آينشتاين النظرية تأثيرها البالغ على زملائه
من علماء الطبيعة؛ وعلى المجتمع العلمي بشكل عام؛ وحتى على الجمهور
العبقريه والإبداع والقيادة
كيف يشعر أمثالنا. عندما تسمع وقع أقدام عملاق مثل بيتهوفن خلف
ظهورنا ». إن المبدعين المشهورين هم قادة في الشؤون الفنية والعلمية.
وتقدم إلينا مجموعة العوامل التي تستمين بها لفهم المبدعين الأفذاذء
عونا مماثلا على فهم القادة البارزين. وإذا ما شئنا الاكتفاء بعدد قليل من
الأمثظة: قلنا إن دراسة عوامل مثل: ترتيب الميلاد: والذكاء والتعليم؛ والعمر:
وروح العصر نامع 208 والعتف السياسي (وستتم مناقشة كل منها في
فصول تالية). تعمل على تقدم فهمنا العلمي للعباقرة أيا كان نوعهم. وهذا
بالتعليل (تعليل ظهور القادة أو العباقرة). تبرر مناقشتنا لهذين التمطين من
النماذج الممثلة للعبقرية في نفس الوقت»
ساقوم في هذا الكتاب بدراسة العبقرية باستخدام أساليب القياس
في عام 1911 «كي يشيربه إلى تلك الفئة من البحوث التي يتم فيها إخضاع
افق التاريخ للمعااجة الإحسائية وفقا ابمشنأساليب القياس الموضومية:
أو اللاشخصية » (ص 568) ولتجنب الخلط بين هذا الأسلوب؛ وبين الأسلوب
المعروف باسم «الإحصا: سمت وهو آسلوب له
مؤيدوة حاليا بين بعض المؤرخين, فإن هذا التعزيف لا بد أن يخضع لقدر
الفروض المامة أو الناموسية أ**:01هم!1 التي تتعلق بالسلوك الإنساني
من خلال تطبيق التحليلات الكمية على معطيات مستخلصة من عينات
الفروض الناموسية
إن التمييز بين التفسير الناموسي, والتفسير الفردي. أمر جوهري تماما